يحيى محمد
هذه جملة مفاهيم تتعلق بعلم الطريقة كالتالي:
العلم في ذاته: هو علم بغض النظر عن تحققه فعلاً، فسواء تحقق أم لم يتحقق، وسواء كان علماً أم ما زال ثقافة؛ فإن له موضوعه المفترض بما يجعله متميزاً ومختلفاً عن غيره.
العلم المتحقق: هو علم له خصائص وصفات موضوعية محددة تضاف إلى هويته الذاتية المفترضة كعلم في ذاته.
علم الطريقة: هو علم يدرس مناهج الفكر، ومنها مناهج الفهم الديني، ويوضح العلاقة فيما بينها وبين تأسيساتها القبلية، ومن ثم بين هذه التأسيسات وبين الفكر. فهو يمارس التفكير في المنهج لا بالمنهج، ويقوم برصد الممارسة المعرفية من الخارج، عبر تحديد ما تستند إليه من الأسس والقواعد والأدوات المنهجية. كما يتضمن الجمع بين الهرمنوطيقا والإبستمولوجيا.
فلسفة علم الطريقة: هي الفلسفة التي تجعل من علم الطريقة موضعاً للبحث والنقاش.
الفكر: هو علاقة معرفية تربط الذهن بالموضوع. أو هو رؤية الذهن للموضوع وقراءته له.
المصادر الذاتية للفكر: هي مصادر تشكل خصوصية الفكر المعني، وبدونها ينتفي ذلك الفكر. وتمتاز بأنها تحمل إعتبارات معرفية خاصة (غير مشتركة) لدى تيارات الفكر المختلفة.
المصادر العارضة للفكر: هي مصادر ليست ذاتية، أو ليس لها خصوصية الفكر المعني، لكنها قد تلعب دوراً أعظم من المصادر الذاتية نفسها. وتمتاز بأنها تحمل إعتبارات معرفية قد تكون مشتركة أو خاصة.
الفكر الإسلامي (في ذاته): ويعبّر عن تلك الهوية المجملة من نظرية التكليف. وهو بهذا المعنى يحمل إعتبارات ذاتية لا عارضة، إذ يقوم على النص الديني (الإسلامي).
الفكر الإسلامي (المتحقق): ويعبّر عن تجسد الفكر الإسلامي في التراث المعرفي والمعاصر، ويحمل بالإضافة إلى الإعتبارات الذاتية إعتبارات عارضة هي الأهم في تحديد طبيعته، وبها يتنوع الفكر ويتجدد.
التراث المعرفي الإسلامي: هو كل ما وصلنا من الفهم والفكر الإسلامي.
النص الديني (الإسلامي): هو العنصر المؤسس لكل من التراث والفكر الإسلامي.
التحليل الجواني للمعرفة: هو تحليل يتبع المنطق الداخلي للفكر بإبراز إتساق الظاهرة المعرفية ووحدتها، حيث بعضها مستضمر في البعض الآخر. ومن ذلك التحليل الجواني للتراث.
التحليل البراني للمعرفة: هو تحليل يفسر الظاهرة المعرفية طبقاً لأثر الظروف الخارجية؛ سواء كانت جغرافية أو عرقية أو إجتماعية أو سياسية أو غيرها من العوامل الآيديولوجية. ومن ذلك التحليل البراني للتراث.
الآيديولوجيا المؤسسة: هي دوافع آيديولوجية تقوم بتأسيس المعرفة، وتتأثر بها القبليات غير المنضبطة، فلاحظ..
الآيديولوجيا الموظفة: هي دوافع آيديولوجية تقوم بتوظيف المعرفة دون تأسيسها، وهي التي تتأثر بها القبليات المنضبطة، فلاحظ..
المنهج: هو وسيلة غرضها الكشف عن الحقائق عبر عدد من القواعد والمبادئ القبلية التي تعمل على تحديد سير العملية المعرفية.
الشروط المعرفية: هي أساس تكوين المعرفة دون إنتاجها. فمبدأ عدم التناقض – مثلاً - هو من شروط المعرفة الإخبارية التي بدونه تسقط المعرفة، لكنه ليس موضوعاً لتوليدها.
اليقين المستقل: هو يقينلا يتوقف التصديق به على أي إفتراض، فإما ان يكون من البديهات والوجدانيات، أو انه مستدل عليه بما لا يقبل الشك والجدل.
اليقين المشروط: هو يقين يتوقف التصديق به على إفتراض آخر مسلّم به.
الإعتبارات: هي دواعي وأدلة تتولّد عنها النتائج المعرفية. ولها طبائع مختلفة: دينية أو علمية أو فلسفية أو غيرها. وهي إما ان تكون خاصة أو مشتركة موضع ثقة الجميع.
العقل المضموني: هو العقل المتعارف عليه بأنه منقسم إلى نظري وعملي.
العقل الطريقي: هو العقل الأداتي في قبال العقل المضموني، حيث أحدهما لا يمكنه الإستغناء عن الآخر.
العقل (العام): هو مطلق العقل والتفكير العقلي، وهو أعم من العقل الممارس لدى الدائرة العقلية المعيارية في الفهم الديني وغيرها، فلاحظ..
البيان (العام): هو مطلق البيان المتعلق بالنص، سواء كان ضعيفاً أو قوياً، وهو بهذا يشمل نواحي التأويل والإستبطان فضلاً عن الإستظهار. وهو بذلك أعم من البيان المخصوص بالدائرة البيانية ضمن النظام المعياري، فلاحظ..
البحث الإستنباطي للفهم: هو بحث يتعلق بإستنباط المعنى من النص كما يزاوله العلماء لدى مختلف العلوم والمذاهب الإسلامية.
البحث التاريخي للفهم: هو بحث يُعنى بتطورات الفهم عبر التاريخ وما يعتريه من حالات الرقي والجمود، سواء تعلق الأمر بالقضايا الوصفية الإخبارية، أو قضايا القيم والأحكام.
البحث الطريقي للفهم: هو بحث يُعنى بدراسة مناهج الفهم وقواعده وقوانينه. وهو نظير ما يجري بحثه في (فلسفة العلم)، ويدخل في صميم علم الطريقة.
الجهاز المعرفي (الدائرة المعرفية): هو نسق معرفي قابل لأن يتضمن علوماً ومذاهب مختلفة، ويقوم على أركان خمسة مترابطة هي: المصدر المعرفي، والأداة المنهجية، والتأسيس القبلي للنظر ومنها الأصول المولدة والموجهات، كذلك التوليد والإنتاج، وأخيراً الفهم فيما يخص النص الديني، أو التفسير فيما يخص الطبيعة، أو غيرذلك من الموضوعات.
المصدر المعرفي: هو منبع تصدر عنه المعرفة بالنشأة والتكوين والتأسيس، كالنص والعقل والواقع والإلهام الغيبي. وهو من أركان الجهاز المعرفي.
الأداة المنهجية: هي آلية تتم فيها عملية تكوين المعرفة وتأسيسها بهيئة مفاهيم مستنبطة تقبل التوظيف؛ إعتماداً على المصدر المعرفي. فهي منهج استكشاف المعرفة وتوظيفها. وتتوسط؛ إما لتمارس دور الإنتاج والتوليد، أو تعمل على فهم الموضوع المراد تسليط الضوء عليه. وهي من أركان الجهاز المعرفي.
الأصول المولّدة: هي قضايا قبلية قابلة لتفسير أكبر عدد ممكن من القضايا العائدة إلى ذات المنظومة المعرفية، سواء من حيث التوليد أو التوجيه أو الإتساق، وبواسطتها يتم توليد المعرفة وإنتاجها. وهي في الفهم الديني تمثل أساس الفهم وليست نتاجاً عنه، فهي بمثابة البداية المنطقية لسائر المعارف، مقارنة بالبداية التاريخية وما ينشأ عنها من تطورات. وهي من أركان الجهاز المعرفي.
الأواصر المعرفية: هي ذات الأصول المولدة، إذ تربط الرؤية بالأداة المنهجية.
الموجهات: هي أصول يُسترشد بها في تكوين المعرفة أو تفسيرها وفهمها بإتجاه دون آخر، أو توظيفها لأغراض معينة. أي أنها تتخذ دور الإدلاء على الطريق المناسب دون القيام بعملية التوليد والإنتاج. وهي من أركان الجهاز المعرفي.
التوليد (الإنتاج): هو ممارسة ذهنية لإنتاج المعرفة، وفي حالة الفهم الديني قد تكون هذه الممارسة سابقة على الفهم، كما قد تكون بعدية. وهو من أركان الجهاز المعرفي.
الفهم: هو ممارسة ذهنية تخص معرفة ما يتضمنه النص من معنى، كالنص الديني. وله صور متعددة من الإشارة والتفسير والتأويل وغيرها من الصور والمعاني الممكنة. وهو من أركان الجهاز المعرفي.
فهم الفهم: هو الفهم الذي يتعلق بفهم مثله فيُعد فهماً غير مباشر للنص، وانه يتعامل مع نظيره الآخر بجعله نصاً يستحق الممارسة الفهمية، كالذي يزاوله الشرّاح في تفسير ما يقدّمه الآخرون من فهم مباشر للنص. وهو غير ذلك المتعلق بمستويات قراءة النص، حيث عبّرنا عنه بنص نص النص، أو فهم الفهم.
فهم فهم الفهم: هو آخر سلسلة ثلاثية الأفهام تتعلق بالنص مباشرة وغير مباشرة، حيث يتركب بعضها على البعض الآخر. وقد يزداد التراكب ضمن السلسلة بلا حدود.
تنازل الفهم: هو سلسلة بناء الفهم العادي للنص بالتنازل؛ بدءاً من القبليات، ومروراً بفهم الكل، ومن ثم انتهاءاً بفهم الجزء.
تصاعد الفهم: هو سلسلة معاكسة لتنازل الفهم، ويحصل عند خيبة التوقع عندما يصبح فهم الجزء عائقاً أمام فهم الكل، فيعمل الأول على تغيير الثاني لينضم تحت لوائه، كما إن الثاني قد يصطدم بالقبليات غير المستقرة، فيعمل بدوره على تغيير هذه القبليات بأخرى حاكمة.
البنية التحتية للفهم: هي التي تشكل شرط إمكان الفهم وإن لم يعِها القارئ. فهي الأساس الذي يرتكز عليه كل مظاهر الفهم الفوقية أو السطحية. والحال ذاته يجري في العلم والإدراك.
البنية الفوقية للفهم: هي مظاهر للفهم قائمة في الأساس على البنية التحتية التي تستمد ظهورها منها. والحال ذاته يجري في العلم والإدراك.
قاعدة عدم التناقض الذاتي للفهم: هي أن لا يحمل الفهم أو النظرية تناقضاً مع الأصول المولدة وسائر مترتبات المنظومة المعرفية.
قاعدة اتساق الفهم مع الواقع: هي أن لا يتضارب الفهم أو النظرية المعرفية مع حقائق الواقع المؤكدة أو مصالحه العامة.
قاعدة اتساق الفهم مع حقائق النص الأصلية: هي أن لا يتناقض الفهم أو النظرية المعرفية مع الحقائق الأصلية للنص، كما تدل عليها قاعدة الإستقراء، وعلى رأس ذلك نظرية التكليف.
الحقائق الأصلية (الموضوعية): هي الحقائق التي لا تُخطئها الذات الكاشفة بنحو من الإجمال والعموم، إذ يعبّر الموضوع - في انكشافه - عن حقائقه الأصلية، وهو كونه على ما هو عليه من الخصائص المنكشفة.
نظرية التكليف: وهي من الحقائق الأصلية للنص وتتضمن أربعة محاور تكون موضع إتفاق المسلمين إجمالاً، وإن اختلفوا حولها تفصيلاً، وتتمثل في كل من: المكلِّف والمكلَّف ورسالة التكليف وثمرة التكليف.
القضايا الكاذبة (في المنظومة): هي قضايا غير متسقة مع الأصل المولد لدى المنظومة المعرفية.
دينامو التفكير: هو التفكيرالذي لا تنفد طاقته التوليدية الكامنة، ويتحدد به الطابع النظامي الهندسي (الأكسيومي) للفهم وكافة أنماط الإنتاج المعرفي، والمقصود به الأصل المولد الذي يقع موقع الروح والجوهر بالنسبة للجهاز المعرفي.
نظام التوليد اللاشعوري: هو نشاط لاشعوري للتوليد المنظم، إذ يتضمن إنجاز آليات الإستدلال والإستنتاج المعرفي من دون وعي بها.
القبليات: هي معارف سابقة على إدراك الأشياء وفهم الموضوعات أو العلم بها. وتنقسم في الأساس إلى قبليات صورية وتصديقية.
القبليات الصورية: وهي على شكلين، أحدهما يعبر عن الحساسية الصورية كما تتمثل في قالبي الزمان والمكان وصورة الوجود والواقع المجمل. فيما يعبّر الآخر عن الإطار العام لجهاز الحس الصوري الذي يتم به تشكيل الصور المدركة بهيئة معينة.
القبليات التصديقية: هي مفاهيم تنطوي على أحكام قبلية يستخدمها الذهن للحكم على الأشياء والموضوعات من خلال الصور والمعاني التي تجهزها القبليات الصورية، وهي تنقسم إلى قبليات منضبطة وغير منضبطة، فلاحظ..
القبليات غير المنضبطة: هي قبليات تعبّر عن الميول النفسية للمعرفة، إذ تنجم عن التأثيرات التكوينية والبيئية المكتسبة.
القبليات المنضبطة: هي معارف تتحدد بقواعد معينة، وتنقسم إلى قبليات محايدة ومضمونية، فلاحظ..
القبليات المحايدة: هي معارف منطقية بعضها يشكل شروطاً قبلية للمعرفة مثل مبدأ عدم التناقض، والبعض الآخر موظف للكشف عن العالم الخارجي من دون تحديد مسبق، كما هو الحال مع مبدأ الإستقراء وإعتباراته الإحتمالية.
القبليات المضمونية: هي قبليات محملة بالمضامين المعرفية الكاشفة غير المحايدة، وهي تنقسم إلى ما هو مشترك بين الناس كافة، وما يخص طوائف منهم. كما تنقسم الى منضبطة وغير منضبطة.
القبليات المشتركة: هي معارف وقواعد منضبطة يشترك فيها الناس كافة، وقد تكون محايدة كمنطق الإحتمالات العقلية، كما قد تكون مضمونية كاشفة، مثل مبدأ السببية العامة والكشف الخاص بالعالم الموضوعي المجمل.
القبليات الخاصة: هي معارف تعود إلى منظومات فكرية مختلفة لا يتفق عليها الجميع، خلافاً للقبليات المشتركة، وقد تكون منضبطة في هيئة قواعد للفهم والتفكير، أو غير منضبطة.
القبليات التكوينية: هي معارف فطرية مشتركة لا تحتاج إلى التعلم والتفكير، مثل السببية العامة.
القبليات المكتسبة: هي قبليات مكتسبة بالتعلم والتفكير، كالقبليات الخاصة، فلاحظ..
القبليات الشرطية: هي قبليات لا غنى عنها في المعرفة عامة وإن لم تكن أساس توليد المعارف الموضوعية، مثل مبدأ عدم التناقض.
القبليات المطلقة: هي معارف لا يخلو منها إنسان قط، أي أنها مشتركة، وبعضها يتوقف عليه النظام المعرفي الإنساني برمته. وتمتاز بالوضوح الذي يجعلها تفرض نفسها على الشخص المدرِك دون حاجة إلى طلب الإستدلال عليها.
القبليات العامة: هي قبليات تغلب على معرفة الناس، لكن دون ان يصل فيها الأمر إلى حد الاطلاق التام. ومن ذلك إن أغلب الناس يتمسكون بظاهر النص اللغوي استناداً إلى الفهم العرفي.
القبليات المنظومية: هي عين ما يسلّم به القارئ والباحث بنظام ما من النُظم والمناهج الفكرية، ويكون له الأثر على فهمه للموضوع المبحوث، كما في العلم والفهم الديني مثلاً.
القبليات المحايثة: هي قبليات تشير إلى أن فهم الموضوع يتأثر بسياقاته الخارجية المقترنة به، وهي بالنسبة للفهم الديني عبارة عن معارف ترتبط بواقع التنزيل، فيُفهم النص على ضوء ما يفيده هذا الواقع.
القبليات المفترضة: هي قبليات يفترضها الذهن ضمن سياقات معينة ليحل بها ما يصادفه من مشكلات معرفية، كالحاجة إليها في الفهم الديني عند الإحساس بأن النسق الدلالي للنص ناقص أو ليس متسقاً.
القبليات التاريخية: هي معارف تاريخية تُتخذ كقبليات تؤثر في فهم موضوع البحث، ومنه فهم النص الديني.
القبليات المستقرة (الثابتة): هي معارف تتصف بالموضوعية ولا تقبل التغيير والتحويل، مثل قاعدة الإستقراء وما إليها من القبليات المطلقة.
القبليات غير المستقرة: هي معارف ذاتية تقبل التغيير والتحويل، مثل القبليات المنظومية والقبليات غير المنضبطة؛ كتلك المستمدة من العادة والتقليد.
قاعدة الإستقراء: هي قاعدة قبلية تتصف بحيادية الكشف، ويتقوّم بها كل من الإدراك الموضوعي والعلم والفهم، كما إنها من أهم معايير الترجيح لدى علم الطريقة.
الضرورات الحسية: هي من حيث التحليل الفلسفي للمعرفة تعتبر من البعديات، لكنها قد تكون من القبليات بالنسبة لبعض العلوم ومنها الفهم الديني.
الأوهام الصورية: وهي على صنفين: ثابتة أولية، وطارئة خلّاقة، فلاحظ..
الأوهام الثابتة (الأولية): وتعبّر عن الامتزاج بين الطبيعة الذهنية للإنسان والأشياء المدركة الحسية، وتتصف بأنها متأصلة ومشتركة بين البشر كافة.
الأوهام الطارئة الخلّاقة: هي أوهام تحدث لأسباب طارئة كثيرة وليست متأصلة.
الأوهام التصديقية: هي ذاتها التي طرحها بيكون والمعبّر عنها بالأوهام الأربعة المعروفة.
العقيدة: هي المعرفة التي يُدافع عنها ويُدفع عنها الشبهات ولا تخضع للشك ولا البحث والتحقيق.
الرأي: هو من الناحية السايكولوجية يقبل الشك والبحث والتحقيق.
قوانين الفكر: هي قوانين عامة تتحكم في ضبط علاقة الفكر بالموضوع المبحوث عبر عدد من القواعد والشروط، وبالتالي هي قوانين نفكر بها لا فيها.
قوانين الفهم: هي ذات قوانين الفكر مطبقة على علاقة الفهم بالنص.
سنن الفكر: هي سنن عامة تؤثر في الفكر تأثيراً عارضاً. وتعود إلى عوامل بيئية وبشرية تُحدِث مفعولها في النشاط الفكري عامة.
سنن الفهم: هي ذات سنن الفكر مطبقة على علاقة الفهم بالنص.
قواعد الفكر: هي قواعد منضبطة يمكن للذهن أن يختار منها ما يشاء لمزاولة عملية الفكر، وإن لم يكن بالإمكان تجاوزها بإطلاق. وهي على نوعين: كبرى كالتي يطمح إلى دراستها علم الطريقة، وصغرى تتعلق بالعلوم.
قواعد الفهم: هي ذات قواعد الفكر مطبقة على علاقة الفهم بالنص. فهي على نوعين كبرى وصغرى كالتي يتدارسها علم أصول الفقه بالبحث والتحقيق.
القواعد الكبرى: هي أصول مولدة لغيرها من القواعد الصغرى والنظريات القبلية لدى المعارف والعلوم؛ كما في الفهم الديني.
القواعد الصغرى: هي قواعد تتصف بأنها موضع اتفاق ضمن الأصل المولد لدى المعارف والعلوم.
النظريات (القبلية): هي نظريات تتصف بأنها موضع اختلاف ضمن الأصل المولد لدى المعارف والعلوم، الأمر الذي تتميز به عن القواعد الصغرى.
المسلك التجزيئي للتفكير: هو مسلك يتعامل مع الموضوع المبحوث بشكل أجزاء لا رابط يجمعها من حيث التفكير والتفسير، كما في مجال العلم والفهم الديني وغيرهما.
المسلك التوحيدي للتفكير: هو مسلك يهتم بالبحث عن المبدأ الذي يجمع بين أجزاء مختلفة للموضوع المبحوث وفق محور محدد، كما في جمل النص أو ظواهر الطبيعة المختلفة. وينقسم إلى ثلاثة مناهج تتنافس حول استخلاص المبدأ التوحيدي العام، هي المنهج التمثيلي والإنتزاعي والتكاملي.
المنهج التمثيلي للتفكير: هو منهج يرتكز على ظاهرة مفسرة أو أكثر بقليل ومن ثم يقوم بتعميم النتيجة على ظواهر أخرى مختلفة.
المنهج الانتزاعي للتفكير: هو منهج يمارس دوراً إستقرائياً يُنتزع من خلاله المبدأ العام، وبه يمكن تفسير الظواهر المختلفة الملحوظة أو المختبرة.
المنهج التكاملي للتفكير: هو منهج يجمع بين المنهجين التمثيلي والانتزاعي، على ان يكون الأخير أساساً يستند إليه ومن ثم يقام عليه السلوك الإفتراضي التمثيلي، وذلك من خلال مبدأ التعميم على الظواهر المختلفة غير المختبرة.
النظام الوجودي: هو نظام يتخذ من الوجود العام موضوعاً للبحث، ويعمل على تفسيره وفق الرؤية الحتمية التي يسقطها على النص الديني. وهو أحد قطبي تراثنا المعرفي الإسلامي، ويتضمن دائرتين معرفيتين هما الدائرة الفلسفية والعرفانية.
النظام المعياري: هو نظام يفكر في مجال القيم بما ينبغي عليه الشيء أن يكون. وبالتحديد انه يتخذ من نظرية التكليف موضوعه الأساس للبحث، وتتصف قراءاته بأنها ذات طابع معياري قيمي. وهو القطب الثاني لتراثنا المعرفي الإسلامي، ويتضمن دائرتين معرفيتين هما الدائرة البيانية (النقلية) والعقلية (المعيارية).
الدائرة الفلسفية: هي دائرة تتأسس على أداة التفكير العقلي في الكشف عن علاقات الوجود تبعاً لنظام الأسباب والمسببات ضمن النظام الوجودي. ويتمثل الأصل المولد لديها بمبدأ السنخية.
الدائرة العرفانية: هي دائرة تتأسس على أداة الذوق القلبي والشهود العياني في الكشف عن علاقات الوجود ضمن النظام الوجودي. وهي كالدائرة الفلسفية يتمثل أصلها المولد بالسنخية.
السنخية: هو أصل مولد للتفكير الفلسفي والعرفاني لدى النظام الوجودي. والمقصود به حالة التشابه المفترضة بين المراتب الوجودية، سواء عبّرت عن علاقة العلة والمعلول كالذي تعول عليه الدائرة الفلسفية، أو عبّرت عن الوحدة الشخصية للوجود بتجلياتها المختلفة كالذي تقوله الدائرة العرفانية.
الدائرة البيانية: هي دائرة تنتمي إلى النظام المعياري، وتتميز بأنها قائمة على قاعدة الفهم العرفي للنص.. فهو مرجعها الأساس والأصل المولد لتكوينها المعرفي.
الدائرة العقلية (المعيارية): هي دائرة تنتمي إلى النظام المعياري وتحمل جهازين معرفيين مولّدين، حيث يعمل كل جهاز طبقاً لبعض الأصول العقلية، يجمعهما رابط عام هو (الحق) وإن اختلف الحال بينهما، فأحدهما يتأسس وفق (الحق الذاتي)، فيما يتأسس الآخر وفق (حق الملكية)، فلاحظ..
الحق الذاتي: هو أصل مولد للتفكير المعياري لدى بعض الإتجاهات ضمن الدائرة العقلية، كالمعتزلة والزيدية وأغلب أتباع الإمامية الإثنى عشرية. ويقصد به ذلك الحق المعروف ذاتاً وغير المشروط بأي قيد خارجي.
حق الملكية: هو أصل مولد للتفكير المعياري لدى بعض الإتجاهات ضمن الدائرة العقلية، كالأشاعرة. ويقصد به ذلك الحق المشروط بالملكية والذي يبرر للمالك المطلق حق التصرف بملكه ما يشاء.
النظام الإجرائي: هو نظام علمي يُخضِع النظرية العلمية للفحص والإختبار من دون افتراضات معلّقة.
النظام الإفتراضي: هو نظام علمي فيزيائي يعوّل على التجارب الخيالية والإفتراضات الرياضية، وله منهجان كثيراً ما يتداخلان، أحدهما خيالي والآخر رياضي.
النظام الميتافيزيائي: هو نظام فيزيائي يعوّل على موضوعات غير قابلة للإختبار والتحقيق، شبيهاً بالقضايا الفلسفية.
المنهج (الرياضي-الخيالي): هو منهج فيزيائي ضمن النظام الإفتراضي يبدأ بالتأويل الرياضي الصوري لينتهي إلى التأويل الخيالي.
المنهج (الخيالي-الرياضي): هو منهج فيزيائي يعمل على عكس ما يقول به المنهج (الرياضي-الخيالي) فيقوم بالتأويل الخيالي لينتهي إلى الصياغة الرياضية.
الهرمنة الابستمولوجية (للفيزياء): هي الفعل الذي يقوم به الخيال في تحديد الرياضيات وفقاً للمنهج (الخيالي-الرياضي) ضمن النظام الإفتراضي للفيزياء.
البستمة الهرمنوطيقية (للفيزياء): هي الفعل الذي تقوم به الرياضيات في تحديد الخيال وفقاً للمنهج (الرياضي-الخيالي).
تصور المعنى: هو مجرد تصور لمعنى النص من دون حكم أو تصديق. وهو يناظر تصورنا للأشياء.
حكم المعنى: هو تصديق واعتقاد بمعنى النص لا مجرد تصور له، وهو يناظر تصديقنا بالأشياء.
الحد الأدنى للفهم: هو فهم ينشأ عند أوسع مساحة ممكنة للمستوى الأفقي للنص، ويكون مطابقاً للأخير اعتماداً على القرائن الإستقرائية، كالذي يستهدفه البحث الإبستمولوجي.
الحد الأقصى للفهم: هو فهم ينشأ عند ذروة التعمق في المستوى العمودي للنص، وهو المستوى الذي يتيح المجال لإمكانات وترددات كثيرة تسمح بقراءات ممكنة بلا حدود، كالذي يستهدفه البحث الهرمنوطيقي.
القراءة الابستمولوجية: هي قراءة تستند إلى القرائن الإستقرائية كما تتكشف لدى المستوى الأُفقي للنص، والتي تتيح الكشف عن الحد الأدنى للفهم.
القراءة الهرمنوطيقية: هي قراءة تتعمق في المعنى من خلال المستوى العمودي للنص، وهو المستوى الذي يفسح المجال لقراءات ممكنة كثيرة عبر اسقاطات القارئ الذاتية.
المستوى الأفقي للنص: هو مساحة النص التي تتسع بالقرائن الإستقرائية لتتيح المجال للقراءة الابستمولوجية.
المستوى العمودي للنص: هو مساحة النص التي تضيق بالقرائن الإستقرائية لتفسح المجال للقراءة الهرمنوطيقية.
القارئ المغالي: ويرى أن من الممكن التعبير عن دلالات النص كما يريدها الأخير أو صاحبه بالضبط، فيكون في هذه الحالة مستنسخاً للمقروء دون ان يضيف أو ينقص شيئاً مما تقتضيه القراءة والفهم، فهي جامعة مانعة. ويكثر هذا النوع من القرّاء في التيارات التقليدية والتراثية.
القارئ المقصر: هو على العكس تماماً من القارئ المغالي، يعتبر ان من غير الممكن التحرر كلياً عن معايير العصر وثقافته وآيديولوجياته، وبالتالي يصبح من المحال التعرف على حقيقة النص كما هو.
القارئ المسيء: ويعتقد بأن النص لا يمتلك حقيقة محددة، أو حتى بلا معنى، فتكون القراءة عبارة عن اسقاطات ذاتية للمعنى فحسب.
القارئ المتواضع: ويتميز بأنه يتحرك ضمن حدين متفاوتين: أدنى وأقصى، إذ يعترف بأنه لا يمكن بلوغ الحد الأقصى، لكنه يكتفي بامكانية تحقيق الحد الأدنى من تطابق الفهم مع النص.
القارئ المنتمي: ويتصف بإنتمائه لصاحب النص، ويتحدد الإنتماء بمختلف المستويات الثقافية والروحية والاجتماعية، وهو لهذا أقرب مراتب القارئ المتواضع فهماً للنص.
الإتجاه التقليدي للقراءة: ويرى أن للنص معنى محدداً موضوعياً، وأن ذات القارئ تعكس هذا المعنى وتكشف عنه كما هو.
الإتجاه الوسطي للقراءة: ويسلّم بأن للنص معنى محدداً موضوعياً، لكن ذات القارئ لا تعكس هذا المعنى بتمامه وكليته، بل هناك حد أدنى يمكن التوصل إليه، كما هناك حدود أخرى تتفاوت في القرب والبعد من معنى النص وقصد صاحبه.
الإتجاه التعددي للقراءة: ويرى أن للنص معان متعددة موضوعية، وأن الذات كاشفة عن هذه المعاني بتوجيه منه.
الإتجاه الذاتي للقراءة: ويرى أن للنص معان متعددة ذاتية؛ تظهر بفعل غلبة اسقاطات ذات القارئ على النص، فالتوجيه مستند إلى ذات القارئ وخلفياته الثقافية باتجاه النص وليس العكس.
الإتجاه التوفيقي للقراءة: ويرى أن للنص معان متعددة نسبية؛ تظهر بفعل مشاركة ذات القارئ للنص.
الإتجاه العدمي للقراءة: ليس للنص بحسب هذا الإتجاه أي معنى تماماً، فهو إما أن يكون متخماً بالتناقضات، أو أن القارئ يعمل على فرض اسقاطاته الذاتية واستعماله للمعاني كيفما شاء دون ضوابط.
قانون العلاقة العكسية للفهم: هو قانون يشير إلى وجود علاقة عكسية بين القبليات والنص في تأثيرهما على الفهم. فكلما زاد تأثير الأولى نقص تأثير الثاني، والعكس باالعكس.
قانون العلاقة الضعيفة للفهم: هو قانون يشير إلى ضعف تأثير القبليات في الفهم، مما يتيح لدلالة النص أن يكون لها التأثير القوي.
قانون العلاقة القوية للفهم: هو قانون يشير إلى قوة تأثير القبليات في الفهم، مما يُضعف تأثير النص في القبال.
قانون العلاقة المتوسطة للفهم: هو قانون يشير إلى توسط تأثير القبليات في الفهم، فلا هو بالقوي، ولا بالضعيف، وذلك مقارنة بقانوني العلاقة القوية والضعيفة. الأمر الذي يجعل من تأثير النص متوسطاً أيضاً.
المعنى القوي للفهم: هو المعنى الذي يتحدد بفعل قانون العلاقة القوية للفهم.
المعنى الضعيف للفهم: هو المعنى الذي يتحدد بفعل قانون العلاقة الضعيفة للفهم.
المعنى المتوسط للفهم: هو المعنى الذي يتحدد بفعل قانون العلاقة المتوسطة للفهم.
المجال: هو نوع من المحور النصي يدركه كل من أراد فهم النص، سواء استطاع تحديد القراءة أم لم يستطع، وسواء عمل وفق الظهور اللفظي للنص أم لم يعمل، وسواء احتمل نوعاً من القراءة أم انه توقف كلياً دون إدراك ما هو المقصود من النص. وهو المحور الخاص بدلالاته المجملة اللفظية والسياقية.
الظهور المجالي: هو ظهور أولي يعبّر عن الإدراك المجمل للكل بالتبادر المباشر، وهو شرط لتحديد الدلالات اللفظية رغم أن حضوره متوقف على وجود الألفاظ والسياق. وهو بذلك لا يعبّر عن مجموع الدلالات اللفظية، كما إن الظهور فيه ليس من الظهور اللفظي (المفصل).
المجال الباطني: هو ضد المجال الظاهر، ويتميز بأنه يقطع الصلة بين الدال والمدلول، ولا يجد ما يدل عليه بحسب القرائن الدلالية للنص وايحاءاتها. وفيه يكون القارئ متوجهاً نحو ربط كل شيء بأي شيء، وكل نص بأي نحو من الأنحاء من غير ظهور ولا ملازمة.
الشيء في ذاته: هو الشيء الخارجي الذي يستحيل التعرّف عليه مباشرة من حيث هو هو، لكنه يتمظهر لنا من خلال صورته الذهنية.
الشيء لذاتنا: هو الصورة الذهنية التي تشير إلى الشيء الخارجي أو الشيء في ذاته.
النص في ذاته: هو النص المجهول فلاحظ..
النص المجهول: هو الموضوع المقروء الذي لا يظهر لذاتنا ما لم يتنور بنور المعرفة. أي هو النص في ذاته الذي لا يقبل الوصف والتحديد والتعريف من حيث هو هو، وبالتالي لا يمكن التعرّف عليه إلا بشكل غير مباشر عبر نص آخر هو (نص النص).
النص لذاتنا: هو فهم النص ذاته، سواء كان إشارة او إيضاحاً، فلاحظ..
النص المعلوم: هو النص لذاتنا..
نص النص: هو قراءة للنص إجمالاً، وهو بهذا المعنى نعبّر عنه بالإشارة. ويتم التعرّف عليه تفصيلاً من خلال نص نص النص.
نص نص النص: هو قراءة لنص النص، أو قراءة مفصلة للنص. ونعبّر عنه بالإيضاح والتفسير. وهو يمثل معنى المعنى.
الإشارة: هي كشف عن معنى النص إجمالاً. ومن ثم فهي نص ثان يقوم على النص المجهول، أي أنها (نص النص)، وتتولد بالتفاعل بين النص المجهول وذات القارئ، وهي على أقسام ثلاثة: الإستظهار والتأويل والإستبطان.
الإيضاح: هو معنى يكشف عن معنى الإشارة أو نص النص، وهو بهذا الإعتبار نفس ما نقصده من مصطلح (نص نص النص). ويمتلك أيضاً ذات الأقسام التي وردت في الإشارة، أي: الإستظهار والتأويل والإستبطان، فلاحظ..
العلاقة المفهومية للإيضاح: هيعلاقة متخيلة للإرتباط اللفظي، وتعبّر عن مفاهيم الألفاظ ومعانيها بالشكل الذي تكون فيه واضحة المعالم وبينة المقاصد، بغض النظر عن كيفيتها على الصعيد الخارجي.
العلاقة المصداقية للإيضاح: هيعلاقة متخيلة للإرتباط اللفظي، وتعبّر عن طبيعة ما تدل عليه المعاني اللفظية بحسب الوجود الخارجي.
الإستظهار (النصي): ويتحدد بالحفاظ على الظهور اللفظي فيقتضي الحفاظ على المجال، وقد يكون إشارة أو إيضاحاً.
التأويل (النصي): ويتحدد بالحفاظ على المجال مع عدم مراعاة السياق في حمل اللفظ على الظاهر، وقد يكون إشارة أو إيضاحاً.
الإستبطان (النصي): هو على الضد من الإستظهار حيث يتحدد بترك المجال وإبداله بآخر بعيد، مما يقتضي عدم الحفاظ على الظهور اللفظي، وقد يكون إشارة أو إيضاحاً.
الإستظهار الجدلي: هو أن تكون الإشارة ظاهرة، فيما ينحو الإيضاح إلى التأويل أو المباطنة؛ بفعل ما تتحكم به قبليات النُظم المعرفية.
الإستظهار الوجودي: هو إستظهار للنص الديني ناجم بفعل وتأثير النظام الوجودي، وينقسم إلى ثلاثة أنماط من القراءة الوجودية، هي الدلالة العبورية والتلويح الإشاري والطباق اللفظي، فلاحظ..
الدلالة العبورية (للإستظهار الوجودي): هي دلالة قياس وعبور من الظاهر إلى الباطن لوجود مناسبة ليست مستنكرة في الذهن، وفقاً للنظام الوجودي.
التلويح الإشاري (للإستظهار الوجودي): هو عبور من الظاهر الخاص باللفظ والاصطلاح إلى الباطن لوجود مناسبة يُحتمل لها ان تكون دالة على المطلوب، وفقاً للنظام الوجودي، أي خلاف ما هو الحال في الدلالة العبورية.
الطباق اللفظي (للإستظهار الوجودي): هو فهم يتطابق فيه الظاهر والباطن ليدل على المعنى الوجودي بحسب الدلالات اللغوية والعرفية من دون تكلف ولا تأويل، وفقاً للنظام الوجودي.
المجاز الظاهر: هو حالة مزدوجة تجمع بين التأويل والإستظهار، إذ يمكن عدّه من الإستظهار بفعل القرائن المركوزة في الذهن، كما يمكن إعتباره من التأويل بفعل ما فيه من المجاز اللفظي.
التبادر الأولي للمعنى: هو تبادر لمعنى النص متأثر بثقافتنا العصرية والتقليدية من دون تحقيق.
التبادر التحقيقي للمعنى: هو تبادر مسبوق بفحص النص من حيث اللغة والسياق الخارجي؛ فيولّد بذلك ظهوراً آخر هو غير الظهور الساذج المرتبط بثقافتنا المعاصرة.
الظهور المعنوي للنص: هو ظهور ذاتي لمعنى النص دون أن يتوقف على الإرادة التصورية، وذلك على شاكلة إدراك الأشياء الحسية، بل يتوقف على كل من القبليات الصورية والنص المجهول، فلاحظ..
المفهوم النصي: هو معرفة تعبّر عن دلالة النص بنحو ما من أنحاء الترجيح أو التطابق.
الجملة النصية: هي وحدة أساسية يتشكل منها النص، وتتألف من ألفاظ وحروف، وبمجموعها تفيد المعنى التام، وعند تجزئتها لا تفيد هذا المعنى.
النص الفاعل: هو ان تتخذ الصورة الذهنية شكلاً منعكساً لمظهر النص أو مقارباً له. وهو المعبّر عنه بالمعنى الضعيف للنص، كما يطلق عليه الأصوليون ظاهر النص.
المدرِك الفاعل: هو أن تتخذ الصورة الذهنية للنص بحسب ما يريد لها الإدراك من معنى طبقاً للقبليات، وهو المعبّر عنه أيضاً بالمعنى القوي للفهم، فلاحظ..
اختلال النسق الذاتي للنص: هو اختلال يعبّر إما عن تعارض دلالات النص الظاهرة، أو عن غموض النص وعدم وضوح ما يريد إبلاغه.
انقطاع النسق النصي: هو نقص وانقطاع نسق دلالات النص، مما يحتاج إلى الإفتراضات الذهنية الداعية إلى إكمال النقص والتوفيق بين ما هو مشتت ومتقطع.
اتساق النسق النصي: هو على نوعين: موضوعي وإفتراضي، فلاحظ..
اتساق النسق الموضوعي للنص: هو اتساق ظاهر في النسق النصي بفعل العملية الإستقرائية.
اتساق النسق الإفتراضي للنص: هو اتساق مفترض بفعل القبليات الإفتراضية، دون أن يكون ظاهراً في النسق النصي.
الاضمار المفهوم: هو اضمار النص لأشياء معلومة لدى المتلقي – ومثله السامع - دون حاجة للتصريح بها، كالإضمار العقلي والعرفي؛ مثل قيم المتلقي وظروفه الإجتماعية.
الاضمار غير المفهوم: ويعبّر عن اضمار النص لأشياء لا يفهمها القارئ والمتلقي، مما يحتاج إلى إفتراضات مناسبة تغطي مثل هذا النقص.
معايير التقييم: هي أصول مرجعية يستفاد منها في إختبار وتقييم النظريات، كما في العلم والفهم، وتنقسم إلى مقيدة وتأسيسية.
معايير التقييم المقيدة: هي معايير محدودة تعوّل عليها العلوم، ومنها العلوم الدينية، مثل أصول الفقه، وغالباً ما تكون موضع اختلاف بين العلماء والمذاهب.
معايير التقييم التأسيسية: هي معايير لها صفة الشمول والعموم، وتمتاز الرئيسية منها - على الأقل - بأنها تحظى بقبول (الوجدان العلمي)، ولذلك فإنها تكون موضع إختبار جذري للنظريات على الاطلاق، ومنها نظريات الفهم الديني.
المعرفة المحققة: هي المعرفة التي تحمل معها مبرراتها المنطقية أو الموضوعية.
المعرفة غير المحققة: هي المعرفة التي تتصف بأنها نفسية أكثر مما هي منطقية أو موضوعية.
التحقيق الذهني: هو تحقيق معرفي على ثلاثة أصناف: مطابق ومبرر ومخمّن، فلاحظ..
التحقيق المطابق: هو تحقيق معرفي يتميز بتطابق الحكم الذهني مع الموضوع الخارجي، سواء كان هذا الموضوع طبيعة أو نصاً، أو غير ذلك من الموضوعات.
التحقيق المبرر: هو تحقيق معرفي يتميز باستناد نتائجه إلى مبررات موضوعية مقبولة دون بلوغ مستوى اليقين أو تطابق الحكم الذهني مع الموضوع الخارجي، سواء في العلم أو الفهم أو غيرهما من المجالات والأنشطة الذهنية.
التحقيق المخمّن: هو تحقيق معرفي يتميز بافتقار نتائجه إلى المبررات الموضوعية الكافية، سواء في العلم أو الفهم أو غير ذلك من المجالات المعرفية.
المعايير الأولية للتحقيق: هي معايير أساسية للتحقيق المعرفي وفق علم الطريقة، ومن أبرزها في الفهم الديني معيار المجمل النصي والمعقولية والواقع والوجدان العام والمنطق. ويتضمن كل منها قواعد أربع يمكن أن يُعوّل عليها في القبول والرفض والترجيح، هي قاعدة التأييد والاستبعاد والإثبات والنفي.
المعايير الثانوية للتحقيق: هي معايير لا تُعتبر أساسية في التحقيق المعرفي وفق علم الطريقة، ومن أبرزها في الفهم الديني معيار البساطة الإقتصادية.
البساطة الإقتصادية: هي فيما لو كانت النظرية خالية من الحشو الزائد، فتحمل أقل عدد ممكن من المقولات والمقدمات الإستدلالية مقارنة بغيرها.
البساطة الشمولية: هي فيما لو كانت النظرية تفسّر أكبر عدد ممكن من الظواهر المختلفة، سواء في مجال العلم الطبيعي أو الفهم الديني أو غيرهما.
معيار المجمل النصي: هو معيار أولي للتحقيق في الفهم الديني وفق علم الطريقة، وهو يعبّر عن مجمل الدلالة النصية.
معيار المعقولية والتعليل: هو من المعايير الأولية للتحقيق وفق علم الطريقة، كما في الفهم الديني، إذ يهتم بالتفسير المعقول (المعلل) للعلم والفهم، فيترجح على غيره لهذا الإعتبار.
معيار الوجدان الفطري: هو من المعايير الأولية للتحقيق في الفهم الديني وفق علم الطريقة، ويعبّر عن رؤية الإنسان العقلية في الحكم على بعض القضايا بغض النظر عن الظروف والأحوال الشخصية.
الوجدان الشخصي: هو حكم الشخص المتأثر بالأحوال النفسية والظروف الخارجية وأنماط الثقافة.
معيار المنطق: هو من المعايير الأولية للتحقيق في الفهم الديني وفق علم الطريقة، ويعبّر عن قواعد قبلية محايدة، بعضها يستخدم للكشف عن قيمة الفهم والنظرية المعرفية، فيما يستخدم البعض الآخر كشروط أولية للفهم استناداً إلى مبدأ عدم التناقض.
المنظومات المفتوحة: هي معارف قابلة للتحقيق والفحص الخارجي المحايد، كالفحص من خلال الواقع ومنطق الإحتمالات.
المنظومات المغلقة: هي معارف لا تتقبل التحقيق والفحص الخارجي المحايد. فلا يمكن التحقيق فيها مباشرة لكونها مجردة عن الواقع، كما لا يعلم عن حقيقتها شيء من خلال البحث الديني.
التحقيق المنطقي المباشر: هو فحص للمنظومات المفتوحة من الداخل مباشرة ليتعين حجم قوتها من الناحية المعرفية.
التحقيق المنطقي غير المباشر: هو فحص للمنظومات المغلقة من الخارج، أي بطريقة غير مباشرة.
قاعدة عدم تكافؤ النفي والإثبات: وتعني أن النفي مرجح على الإثبات عندما تكون الإمكانات أكثر من إثنين لدى المنظومات والأنساق المغلقة التي لا يمكن تفكيكها والتحقيق فيها مباشرة وغير مباشرة.
معيار الواقع: هو معيار أولي للتحقيق في الفهم الديني وفق علم الطريقة، وللواقع أقسام عديدة مختلفة بالنسبة لعلاقته بالنص، والمعيار الذي يعوّل عليه في هذا المجال هو الواقع المطلق بقسميه الوصفي والإعتباري، يضاف إلى الواقع الخاص بالتنزيل.
الواقع المطلق: هو وصفي وإعتباري قيمي، فلاحظ..
الواقع الوصفي: هو الواقع التقريري أو الإخباري، سواء كان محسوساً أو غير محسوس، ويشمل كلاً من السنن والحقائق؛ الكونية منها والبشرية؛ ومنها الحقائق التاريخية والتقاليد والأعراف العامة وما إليها.
الواقع الإعتباري: هو الواقع المتعلق بقضايا القيم، كالمصالح والمضار.
الواقع الخاص بالتنزيل: هو الواقع الخاص بعصر النبي خلال فترة تنزيل الخطاب الديني.
الواقع الظرفي: هو الواقع المتعلق بالظروف الخاصة عدا عصر النبي. ويمتاز بأنه محدود بظرفه الخاص، كبعض الأعراف والتقاليد التي ليس لها صفة العموم والشمول.
الفحص الصدوري (عبر الواقع): هو فحص يختص بصدور الرواية والحديث من خلال الواقع، لعلمنا بقطعية صدور النص القرآني.
الكشف الدلالي (عبر الواقع): هو الكشف عن دلالة النص من خلال الواقع، وله صور كثيرة، كالكشف التوجيهي والتوقيفي والإشكالي والتفسيري وما ينتظر الكشف عنه؛ أي ذلك المعني بأفق التوقع والانتظار، فلاحظ..
الكشف التوجيهي (عبر الواقع): هو توجيه الواقع للنص إلى غير ما تظهره الدلالة اللفظية لتتسق معه من غير مخالفة، وهو على قسمين: نفي الظهور الاطلاقي ونفي الظهور الدلالي.
الكشف التوقيفي (عبر الواقع): هو أن للنص دلالات تشير إلى الواقع، لكن حقيقتها لم تتضح بعد من قبل الأخير.
الكشف المنتظر (عبر الواقع): هو أن للنص قضايا مجملة تحتاج إلى الكشف عن دلالتها بدقة من خلال الواقع.
الكشف الإشاري والإيضاحي (عبر الواقع): هو أن للواقع دوراً في الكشف عن دلالة النص وتحديدها. وهو ينقسم إلى نوعين، أحدهما يرتبط بالحالات الخاصة، فيما يناط الآخر بالسنن العامة.
الكشف الإشكالي (عبر الواقع): ويعبّر عن مخالفة الواقع العلمي لعدد من القضايا التي يثيرها النص، على الأقل فيما هو مسلّم به لحد الآن، من دون جواب.
مستنبطات الفهم: هي نتاجات بعدية لفهم النص الديني، وتنقسم إلى خمسة أصناف هي: الحقائق والقواعد والنظريات والقوانين وتلك التي لها علاقة بـ «الآخر».
الحقائق المستنبطة: هي معارف معلومة من النص الديني دون أدنى شك، وهي على شكلين من الحقائق: كلية وجزئية.
القواعد المستنبطة: هي قواعد للتوليد معلومة بفهم النص الديني وليست من قواعد الفهم القبلية، وتتصف بأنها موضع إعتماد المنتمين إلى الأصل المولد عامة.
النظريات المستنبطة: هي نظريات معلومة بفهم النص وليست سابقة عليه، فهي بالتالي من البعديات لا القبليات. وتتباين فيما بينها من حيث السعة والضيق والإعتماد والتأثير والتعارض والاستقلال. ويمكن تصنيفها بحسب علاقاتها مع بعض إلى خمسة أصناف؛ فقد تكون العلاقة قائمة على الإعتماد أو التأثير أو التعارض أو الاستيعاب أو الاستقلال.
نظريات الإعتماد (المستنبطة): هي نظريات معلومة بفهم النص وتتميز بكونها أساس غيرها من النظريات المستنبطة، فلولاها ما قامت لهذه الأخيرة قائمة. وقد تضيق دائرة الإعتماد مثلما قد تتسع.
نظريات التأثير (المستنبطة): هي نظريات معلومة بفهم النص وتتصف بكونها ذات أثر ملحوظ على غيرها من النظريات وإن لم يصل مداه إلى حد الإعتماد التام. وقد تضيق دائرة التأثير كما قد تتسع. كما قد تتحول إلى نماذج معرفية ارشادية (برادايم) تستند إليها سائر النظريات.
نظريات التعارض (المستنبطة): هي نظريات معلومة بفهم النص وتتميز بأن بعضها يعارض البعض الآخر، وقد تكون متكافئة أو غير متكافئة فيترجح بعضها على البعض الآخر.
نظريات الاستيعاب (المستنبطة): هي نظريات معلومة بفهم النص ويكون لها قابلية على استيعاب غيرها، وإن لم تكن أساساً في ايجادها.
نظريات الاستقلال (المستنبطة): هي نظريات معلومة بفهم النص بعضها لا يرتبط بالبعض الآخر نسبياً. فقد لا ترتبط ببعضها طبقاً لعلاقة الإعتماد، أو التأثير، أو التعارض، أو الاستيعاب، انما لها خاصية الحياد والاستقلال النسبي.
القوانين المستنبطة: هي قوانين مستنبطة من النص وليست سابقة عليه ولا متحكمة في فهمه. ويُقصد بها العلاقات الثابتة التي تربط خصائص النص ومضامينه بعضها بالبعض الآخر، فهي تكشف عن صفة ثابتة لمصاديق مختلفة يمكن ربطها في قضية واحدة.
القوانين البسيطة (المستنبطة): هي قوانين مستنبطة من النص وتُعرف بوجود صفات ثابتة مشتركة للحالات التي تعود إليها، وتتميز بشرط من اثنين على الأقل، أحدهما هو أن تكون صفاتها الثابتة متوقعة من دون حاجة للتقصي والتتبع، والثاني هو أن لا تمتلك حالات مختلفة كثيرة.
القوانين المثمرة (المستنبطة): هي قوانين مستنبطة من النص ولها مصاديق تتضمن صفات ثابتة مشتركة تتميز بشرطين لا غنى عنهما، أحدهما أن تكون هذه الصفات غير متوقعة سلفاً، والثاني هو أن يكون للصفات حالات كثيرة مختلفة.
الخطاب (المشافه): هو قول يتصف بسياقين دلالي وظرفي. فهو كلام يوجه إلى سامع حاضر ضمن جملة من السياقات الظرفية الحية.
النص (المكتوب): هو مدونة من الكلام غير المشافه يخلو من السياقات الظرفية الحية التي يقتضيها الخطاب.
القرآن المشافه: هو القرآن المعبّر عنه بالوحي الذي نزل مشافهاً ومتفاعلاً مع سياق الظرف الواقعي. وهو الأصل في القرآن المدوّن.
القرآن المدوّن: هو القرآن المكتوب بعد أن كان مشافهاً ضمن علاقته المباشرة بالواقع الحي. فهو مستنسخ عن القرآن المشافه مع فقده للكثير من الدلالات والإيحاءات، ومع ما تضمنه من إجتهاد جعله لا يحتفظ بالوحي المتأصل في القرآن المشافه.
منهج الفصل والعزل (لفهم القرآن): هو منهج يكتفي بالسياق الدلالي للنص القرآني من دون نظر إلى السياق التاريخي والمنقولات الروائية، كالذي تجنح إليه بعض الإتجاهات المعاصرة، لا سيما الإتجاه المعروف بالقرآنيين.
منهج التحكيم والتفسير (لفهم القرآن): هو منهج يقرأ النص القرآني من خلال تفاعله مع المنقول من سيرة النبي وأقواله، ومثلها نصوص أهل البيت، فيكون المنقول من السيرة وهذه النصوص حاكماً وقاضياً ومفسراً للمعنى الذي يفيده الأول؛ بأنواع التحكيم والتفسير من النسخ والتقييد والتخصيص وما إلى ذلك من القواعد الأصولية. وهو ما تلتزم به المذاهب الإسلامية التقليدية عادة.
منهج التوسعة والإنفتاح (لفهم القرآن): وهو يعترف بكلا سياقي النص والسيرة، ويرى ان تغاير التشريع الحاصل بينهما وفيهما دال على وجود مساحة مرنة للأحكام الدينية وفقاً لما تقتضيه الظروف والأحوال.
مبدأ النمذجة: هو مبدأ يعتبر الأحكام الشرعية نموذجية لا مركزية. وهو وصف للدين التشريعي ذاته دون أن يتعلق بنظريات الفهم ضمن الإطار المتعارف عليه. وهو قريب الصلة بما طرحه الفقهاء أحياناً من كون بعض الأحكام ارشادية وليست الزامية.
الفهم التعبدي: هو الفهم الذي يتأطر بإطار النص وحرفيته دون ان يتجاوز ظواهره، كالذي يبشر به الإتجاه البياني الصرف، وعليه يُبتنى ما يُعرف بالأحكام التعبدية في الفقه.
الفهم القصدي: هو الفهم الذي يتجاوز حرفية النص وإطاره العام، وهو الذي تُبتنى عليه مقاصد الأحكام.
القصد المنصوص: هو القصد الذي يدل عليه النص صراحة.
القصد الوجداني: هو القصد الذي سرعان ما يصدّق به الوجدان الفطري، خلافاً لما يعارضه من تعبد.
القصد الإجتهادي: هو القصد الذي يُكتشف عبر التفكير والإجتهاد، وينقسم إلى ثلاثة أصناف: محافظ ومغامر ومتهور.
القصد الإجتهادي المحافظ: هو الذي يعوّل على القراءة الإستظهارية ويميل إلى المنهج البياني.
القصد الإجتهادي المغامر: هو الذي يعول على القراءة التأويلية ويميل إلى المنهج العقلي أو الواقعي.
القصد الإجتهادي المتهور: هو الذي يحتكم إلى القراءة الإستبطانية، أو على الأقل التأويل البعيد، ويميل إلى المنهج الباطني للفهم.